أعظم إمرأة في العالم ؟!
د.محمد الراشد
أتريد أن تعثر على الحب
إذن دع عنك الدنيا وما فيها
هكذا تكلم الشيرازي منذ مئات السنين , ذلك الإنسان الصوفي الذي اتهم الحب بمصادرة قلبه مع أنه منح قلبه للحب طوعاً , وعبثاً حاول وصف علاج لحزنه الكبير .. ذلك لأنه اكتشف أن لا دواء له إلاَ في الحب , لهذا كان يتساءل باستنكار محموم !
من لايسلك طريق الحب
فماذا يعرف عن الحب ؟!
ولهذا أسارع إلى القول , بأن الحب مصباح الباحثين عن خلاصهم في الحياة وبعد الممات , فبالحب وحده تسمو الحياة .. وبالحب وحده نرسو على شاطئ الأمان .. من أجل ذلك نذر العظماء أنفسهم للحب الكبير .. حب الله والإنسان والعالم .
وشجون الحب تولد صورة الأنوثة لدى الرجال , كما تولد صورة الذكورة لدى النساء , ولهذا كثيراً ما يطرح عليَ هذا التساؤل : من هي أعظم إمرأة في العالم ؟!
ذلك أن المرأة ربيع الكون وخصبه المشحون بالرقة والدفء والعطاء , باعتبارها الينبوع الذي يغدق بالحب والخير والصفاء , لأنه الشعاع القادم من الملأ الأعلى .. هذا إذا كانت الأنثى تحتضن الدفء والتواضع ومسلحة بالوعي المعرفي ..أما ما سوى ذلك من النساء , عنيت بذلك المتكبرات والمتعجرفات والكاذبات فيمتلكن شقاء الكون وجحيمه .
هذا ما كنت أقوله باستمرار عن المرأة , لكنما هنالك من لايكتفون بذلك , فينطلقوا متسائلين :
من هي أعظم إمرأة في التاريخ , ومن هي أجمل إمرأة في التاريخ ؟!
النساء اللواتي يتوسدن مراكز السيادة في التاريخ قليلات جداً بحكم الحمل والولادة وإدارة شؤون الأسرة بشكل عام . كما هنالك تاريخ قدسي وتاريخ رهن نفسه للحياة الدنيا .
فعلى صعيد التاريخ المقدس مئات السيدات العظيمات استعرض منهن حسب حركة الزمان من أشهد فيهن السمو والرفعة وكل ضياءات العظمة وشعاعها ابتداءً بالسيدة مريم العذراء التي اصطفاها رب العزة وطهرها واصطفاها على نساء العالمين . ويكفيها فخراً وعزة أنها من ولدت السيد المسيح عليه السلام , والسيدة خديجة بنت خويلد التي احتضنت النبوة وتكورت على ضيائها لتكون أم المؤمنين إلى يوم الدين .
خديجة ومريم عليهن السلام إلى يوم الدين يتربعن عرش الوجود النسوي من قبل ومن بعده , هذا على الصعيد الروحي .
أما على مستوى الحياة عامة فأرى العظمة في الزباء ملكة تدمر , وبلقيس ملكة سبأ , والسيدات السوريات جوليا دومنا وجوليا مانيا وابنتاهن سهيمة ومانيه اللواتي تربعن عرش روما منذ عام 235 وحتى عام 193 قبل الميلاد , هذا إضافة إلى سيدات عظيمات في الشرق والغرب لا يتسع المجال لذكرهن .
هذا على مستوى العالم الأرضي , أما على المستوى الآني الشخصي فإنني أرى بأن أعظم امرأة اليوم هي المرأة التي تحبني , وأجمل امرأة اليوم هي المرأة التي أحبها . أقول ذلك رغم ما قد يتلمس فيه بعض الناس شيئاً من الأنانية , لكنني محكوم علي ذلك بعد أن حكمت على نفسي بالبوح بكل أو بعض ما يموج في قلبي من ضياءات الحب الذي ارتقى بي إلى ساحات الحب الكبير وعوالمه ..
حب الله والإنسان والعالم .
أنتظر الردود
الإثنين أبريل 11, 2011 2:00 pm
